طريقة جديدة للتفكير بالشعوب

:))):
كنت أنزعج عندما اسمع أية أخبار عن أفغانستان.. ولكن بالتدريج تعودت.
ولكنى كنت أنزعج أكثر عندما أجد أخباراً متناثرة فى الصحف والمحطات جيدة عن أى دولة أو مكان فى العالم ينتهى بستان مثل كردستان، قازخستان، وعربستان وغيرها.. ليس لأنها أخبار سيئة ولكن مجرد وجود أخبار أياً كانت، حتى لو كانت جيدة.. والسبب أن هذه الأماكن مرتبطة فى خيالى بقصص مثل ألف ليلة وليلة وأفلام مثل أمير الانتقام يملكو نها أماكن تحمل خصوصية مبهرة.. فيها أمراء أشرار ولكن الأخيار ينتصرون دائما.. فيها فقراء ولكن فى النهاية هناك أثرياء طيبون لا يتركونهم ولكن يتقاسمون معهم الكثير مما يملكون.. يمكن فيها أن تتعرض للظلم وللسجن... ولكن فى النهاية ستنال حقك ويهتف أهلك باسمك فخورين... وفى..ستان فتيات جميلات يقعن فى غرامك دون رجعة لشهامتك وجدعنتك..وفيها.. وفيها تستطيع أن تعيش بنبل الفرسان.
ولكن هذا الخيال الممتع فسد بالتدريج.. منذ بدأنا نسمع عن أفغانستان، مرة يحكمها الشيوعيون ويحتلها السوفييت ويحررها المتطرفون ويحكمونها بالحديد والنار.. ثم طالبان التى تمنع الموسيقى والهواء وأخيرا احتلها الأمريكان..
فسدت صورتها وانسحبت من خيالى إلى واقع رديء..
الان نسمع عن عديد من مناطق ستان بعد تفكك الاتحاد السوفييتى.. وبعد أن احتل بوش العراق..
والآن أخاف على ما بقى من ذاكرتى.. أخاف من فساد هذا الخيال الجميل من النتائج التى طالت أفغانستان..
يبدو أن الحل الوحيد أمامى هو أن أتوقف عن الربط بين ما يحدث على أرض الواقع وما كونته فى خيالى.
ولكن هذا حل غير عملى.. بمعنى أنه لن يصمد فى مواجهة واقع كئيب.
والحل الوحيد الممكن هو أن أتوقف عن البحث عن ظل فى الواقع لكل البلاد التى ينتهى اسمها بستان.. وانقلها إلى المكان الأكثر أمنا أحببتهم...
وهذا ما يجب أن افعله مع كل من أحببتهم.. بعدما تغيروا وتغيرت..
أن أنقلهم راضياً إلى المكان الأكثر نضارة فى قلبى..
وأتوقف عن البحث عن ظلهم فى الواقع.