عدد الرسائل : 92 العمر : 38 انت من وين : شامية متزوج و لا لأ : unmarried شو بتشتغل : طالبة تاريخ التسجيل : 09/04/2007
موضوع: البيت الدمشقي 2007-05-31, 13:35
[color=black]البيت الدمشقي قصر في مساحته، رائع في تصميمه مريح لساكنيه. وقد حرص العديد منالشخصيات في السلك الدبلوماسي وكبار التجار من مختلف دول العالم على امتلاك منزلدمشقي قديم . كما تحول العديد من البيوت القديمة الى مطاعم اخذت اسماء مختلفةمعظمها حمل اسم صاحب المنزل.
البيوت الدمشقية سحر، وسر ومسرة اتصفت بهاروعة العمارة الدمشقية. فماهو سر عظمة البناء في البيت الدمشقي؟!
حرصالمعماري الدمشقي على ان يكون المنزل جنة ساكنيه وملاذه الامن بعيداً عن فضولالاخرين، وضجيج الشوارع وتلوث البيئة. كما حرص على التكيف مع العوامل المناخيةالخارجية فماهي اهم ميزات البيت الدمشقي ومم يتألف؟!
نجدفي المنزل الدمشقي غرف عالية السقوف تسمى القاعة وهي مزينة بالخشب الملون مع زخارفهندسية أو نباتية معظمها بشكل بارز بفعل عجائن ملونة اومذهبة وقد حددت بشكل تبدوفيه لوحة فنية رائعة. بعض هذه السقوف تحوي فسقيات رخامية وسيلان مياه جدارية تسمىالسلسبيل، اما النوافذ والابواب فتحيط بها اطارات حجرية مزخرفة تفتح الصالةالمرتفعةعلى ايوان مرتفع غني بالزخارف كماينفتح الايوان بدوره على فناء رحب تتوسطهبركة ماء واسعةوحولها اشجار النارنج والليمون والياسمين والزهور، واحواض الزينة،ووضعت ارائك او مقاعد مزخرفة لراحة الساكنين، وعلى صوت مياه بركة الماء تتوسطالفناء تجتمع الاسرة. ونأتي الى الايوان:
وهو غرفة دون جدار رابع تنفتحعلى الفناء ولها قنطرة تسمى تاج الايوان، مزينة بإطار من الحجر الابلق وهو حجرمزخرف بطريقة الحفر مع تشكيلة بزخارف هندسية.
يعلو سقف الايوان زخارفخشبية ملونة تسمى العجمي كما ترتفع ار ض الايوان عن مستوى ارض الفناء بما يعادل 40سم. وعلى الجانبين توضع المشاكي والمشكاة هي محراب صغير يوضع فيه المصباح النحاسيالقديم والمزخرف والمطعم بالفضة في بعض الاحيان.
ونأتي الى القاعة وهي مؤلفة من جناحين أو ثلاثة يسمى كل جناحالطزر وهو مرتفع عن ارض القاعة المداميك السفلى للصالة او الغرف مبنية من الحجرالضخم المرصوف صفوفات بلون ابيض واسود. اما الاقسام الوسطى من الجدران فهي مكسوةبالخشب المؤلف من ابواب الخزائن وتسمى يوك كما زخرف سقف الصالة بالزخارف الهندسيةاو النباتية يعلو الكسوة الجدارية الزخرفية إفريز يفصلها عن الجدران الجصية البيضاءوقد كتب تحت الافريز او على اقواس المكتبات والشبابيك اشعار وحكم بخط جميل وهيغالباً ماتكون تاريخاً للبناء ومدحاً بصاحب المنزل.
تمتد الزخارف لتنزلفي أركان الغرف وتسمى السراويل وهي امتداد للزخرفة السقفية. غرف الطابق الارضي اعلىمن مستوى الفناء وذلك لتفادي تيارات الهواء البارد والتي تتسرب من الاماكن المنخفضةعبر الغرف وهي بمثابة مصدات للهواء خصص الطابق العلوي للمبيت والنوم، جميع غرفه تطلعلى فناء الدار.
البيوت الدمشقية تضم اسرة كبيرة مؤلفة من الاب والاموالاولاد وعائلاتهم.
من اهم المنازل الدمشقية قصر العظم ـ بيت السباعي ـبيت نظام وبيت السقا اميني وهو من العصر المملوكي وبيت خالد العظم في سوق ساروجاوالذي اصبح متحفاً في قسم منه، ومركزاً للوثائق التاريخية في قسم اخر اما مكتب عنبرفقد اصبح قصراً للثقافة ويتألف هذا البيت من ثلاثة بيوت قديمة تتصل ببعضها بعضاًعبر دهاليز وابواب ويعود تاريخه الى بداية القرن التاسع عشر.
اما قصراسعد باشا العظم فقد انشئ عام 1749 م ليكون مقراً لوالي دمشق اسعد باشا العظم ويقعفي مكان كان فيه قصر الخضراء الذي بناه معاوية بن ابي سفيان ويعد قصر العظم منروائع الفن المعماري الدمشقي بتصميمه وزخارفه وروعته. ويعد قسم الحرملك اكبر اقسامالقصر حيث تزيد مساحته عن ثلثي مساحة القصر وهو مايسمى بقسم المعيشة يلحق به قسمالخدم، واسطبل الخيل، والعربات في الزاوية الشمالية الغربية، ويصف الدكتور عفيفبهنسي في كتاب سورية التاريخ والحضارة هذا القصر بأنه حول الفناء الواسع تقومالقاعات والغرف والايوان الكبير، وتمتد امامه بركة طويلة شبيهة ببركة جنة العريف فيغرناطة كما وصف الزخارف الرائعة والاقواس الحجرية وحمامه في الطابق العلوي المؤلفمن قبة ذات عيون زجاجية. والقصر تم ترميمه وحصل على جائزة اغا خان. كما حصل ايضاًمكتب عنبر على الجائزة.
مكتب عنبر
سمي بهذا الاسم نسبة الى صاحبه التاجر الدمشقي يوسف عنبر والذي شرعفي بنائه عام 1867 ـ 1284هـ ليكون قصرا خاصا به ولكن اثناء عملية البناء أعلنهذا التاجر افلاسه ما ادى الى مصادرته من قبل الدولة العثمانية سدادا لدين لها علىصاحب الدار فأتمت بناءه وبدأت في استثماره مكتبا اعداديا في عام 1887م ـ 1305هـ، ومن ثم حولته الى مكتب سلطاني، وفي عام 1921م تحول الى مدرسة ثانوية «تجهيز» وفي الاربعينيات اصبح مدرسة للفنون النسوية حتى عام 1974م حيث تمإخلاؤه ليخضع لعمليات ترميم، ومن ثم افتتح في عام 1981 قصرا للثقافة العربية حتى تم تشكيل لجنة حماية دمشق القديمة برئاسة محافظ دمشق فاعتمدته مقرا دائمامنذ عام 1988.
تعود أهمية هذا المكتب تاريخيا من الناحية الاجتماعية والثقافيةوالفنية المعمارية فمن الناحية الاجتماعية: كان يعد مركز تجمع للطبقة المثقفةالدمشقية لمناهضة الاستعمار الفرنسي ومن الناحية الثقافية كان يعتبر مركزاللعلوم في تلك الفترة
أماالناحية الفنية المعمارية: وهي الأهم فكانت الفنون الزخرفية فيه مستمدة من روحالعصر والتراث الفني والزخرفي العربي والاسلامي وتتراوح بين الرقش العربي (أربيسك والركوكو الأوربي المترف) هذا ما يلحظه الزائر عند تجواله عبر باحاتهالثلاث وفسحه السماوية المرصوفة بالحجر المتناوب والرخام تزينها بحرات متعددةالاشكال والاحجام والأروقة التي اكتست اعمدتها الرشيقة بالرخام الأبيض والأواوينالمزدانة واجهاتها بالزخارف النافرة والغرف والقاعات ذات العناصر الفنيةوالزخرفية البديعة مثل المصبات الرخامية المزخرفة وأقواس الأبلق البديع والأسقفالملونة وهناك مسجد وحمام صغير وسبيل في واجهة المدخل الشرقي للبيت فزخارفهتتنوع بين نباتية وهندسية وكتابية مستمدة من عناقيد العنب والورد والزهيرات والخط العربي الهندسي المتعدد الأشكال إضافة للطفرة العثمانية في الواجهةالخارجية للباب الخارجي العربي التي تؤرخ تحويل البيت الى مكتب.