لكل منطقة طريقتها في التعبير عن أفراحها وبهجتها سواء في الرقص والغناء أو في الكلمات المعبرة والجميلة
ولعل الناظر إلى شاشاتنا المرئية أو على أرض الواقع في الحدائق والمسيرات الشعبية يرى جوقة الدبكات والرقصات
وعنها سنتحدث ,عن نشأتها واختلاف أنواعها ومدى قدرتها على التعبير عن مشاعر الإنسان.
كان الناس يدبكون ويضربون الأرض بالأرجل للتعبير عن قوتهم وحيويتهم المرتبطة بالعمل في الأرض والتي تعبر عن ذلك بالخصب والعطاء
أو الاحتفال بقدوم فصل الربيع وما يرافق ذلك في الصيف من جني المحاصيل.
وقد تأثر الرقص الشعبي في بلادنا بعوامل كثيرة أهمها الطابع العام للبيئة وطبيعة العمل والعادات الاجتماعية.
ففي المنطقة الساحلية نجد أن الرقص يتميز بالإيقاع السريع والمشاركة الجماعية والجماهيرية وفي مناطق حلب وإدلب نجد الرقص أكثر هدوءا واعتدالا وأقل حيوية.
وفي مناطق الجزيرة نجد الرقص البدوي المستمد من تراث عربي قديم وأهمه رقصة الدحة لم يكن مقتصرا على الدبكة فقط بل رافقه إيقاعية راقصة للسيوف والخيزران كما هو في دمشق
فكان بعضها تعبيريا وبعضها الآخر اجتماعيا أو فروسيا .
أما رقصة الدبكة فهي تتألف من مجموعة من الخطوات والحركات الرشيقة المتسلسلة في ضربات أقدام منظمة يشارك الجسم بها فتعبر عن حيوية الشباب المتدفقة وأنوثة الفتيات في عفوية حلوة وتصاحب ضربات الأقدام خطا منسقة فتسير على نقرات الإيقاع بواسطة الطبل أو الدف وعلى نغمات المزمار والناي والمجوز ويرافقها الأغاني والانشودات والأهازيج المتوارثة عن الآباء والأجداد والتي عادة ما يكون واضعو ألحانها ومنظمو رقصاتها لم يعرفوا المعاهد والأكاديميات
وسبب اشتهار الدبكة في بلدنا يعود إلى حيويتها والنشاط والمرح الذي يصحبها في الأداء والإيقاع,لذلك تعتبر رقصة ريفية تختلف في طابعها من منطقة إلى أخرى ومن أنواعها الحورانية-الشامية-القلمونية-السلمونية-الحموية-الساحلية-الديرية وذلك نسبة إلى المدن والمناطق التي نشأت منها. وتمتاز أغنياتها ببساطة الأسلوب في ترتيب اللحن الفطري والمعاني اللفظية التي نظمت بها الأغنية من صميم اللهجة العامية السائدة في منطقتها وتتضمن وصفا للعادات والتقاليد وبعض الأسماء الرمزية المتعارف عليها
والشكل التقليدي في سورية هو الخطو في المكان ابتداء من القدم اليسرى ثم الدبك للخطوة السادسة.
منقول